تعدّ البرامج الرياضية الشاملة في أكاديمية ريناد، عضو التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، والمصممة خصيصًا للطلاب من ذوي التوحد، وفقًا لاحتياجاتهم وقدراتهم المتنوعة، عنصرًا أساسيًا في تعزيز التنمية الشاملة والرفاه بين الطلاب، ومن خلال دمج الأنشطة البدنية المنتظمة والمسابقات الرياضية المخصصة في مناهجها الدراسية، تساعد أكاديمية ريناد في إطلاق قدرات كل طفل، وتمكينه من تحقيق أقصى إمكاناته.
تقول يسر الصِّيد، معلمة التربية البدنية في أكاديمية ريناد: “منذ اطلاق أكاديمية ريناد للبرامج الرياضية الشاملة ونحن نلاحظ تأثيرات إيجابية كبيرة على طلابنا من خلال مشاركتهم في الأنشطة الرياضية، حيث تحسن الرياضة اللياقة البدنية وتعزز المهارات الاجتماعية، وتزيد الثقة بالنفس والشعور بالانتماء إلى المجتمع.”
تعزّز الرياضة بيئات منظمة تمكّن الطلاب من توجيه طاقاتهم بشكل فعّال، ما يساهم في تحسين التركيز خلال التمارين والمباريات. ووفقًا للصّيد فإن هذا التركيز يُترجم إلى أداء أفضل عند الطلاب، ليس فقط على أرض الملعب ولكن أيضًا في أنشطتهم الأكاديمية واليومية.
تقول الصِّيد: “المشاركة في الألعاب الرياضية تحفّز على ممارسة النشاط البدني، مما يساعد في خفض مستويات التوتر والقلق، وذلك لأن التمارين الرياضية لها آثار مهدئة. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الالتزام بالروتين الرياضي والقواعد المحددة في الرياضة في الشعور بالاستقرار النفسي.”
وتضيف: “كما تلعب الرياضة دورًا حاسمًا في تعليم المهارات الاجتماعية الأساسية مثل احترام الأقران وتبادل الأدوار والمشاركة. ففي الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو كرة السلة، يتعلم الطلاب قيمة العمل الجماعي والتعاون والروح الرياضية. وهذا يعزز الصداقة والاحترام المتبادل، مما يساهم بشكل كبير في نموهم الاجتماعي.”
تقدم البرامج الرياضية الشاملة في أكاديمية ريناد للطلاب من ذوي التوحد مجموعة من الميزات والاستراتيجيات المصممة خصيصًا لهم. تشتمل هذه البرامج على أنشطة مُعدّلة تلبي الاحتياجات الحسية، التواصلية، والحركية للطلاب، مثل استخدام الجداول البصرية والمعدات المهيأة لتكون صديقة للحواس. كما توفر بيئة منظمة تحتوي على قواعد وأنماط روتينية واضحة، بإشراف طاقم عمل مدرب تدريبًا عاليًا، ومتمرس في مهارات التواصل وإدارة السلوك للطلاب من ذوي التوحد.
وتعلق الصّيد: “من الاستراتيجية الهامّة الأخرى، تصميم خطط الدعم الفردية، لاستكشاف نقاط القوة والضعف لدى الطالب، والتركيز على المشاركة الممتعة، كما أننا نتواصل بشكل دائم مع الأسر والمعالجين، لضمان توفير الدعم للطلاب.
إن دمج جميع الميزات والاستراتيجيات يوفر فوائد جمّة لطلاب الأكاديمية، ويعزز خطط الدعم الفردية ومهارات المرونة والقدرة على التكيف للطلاب.”
وذكرت المعلمة يسر الصّيد بعض التحديات التي يواجهها معلمو التربية البدنية، لضمان تكافؤ الفرص في التعليم والتطوير. قائلةً: “في فصول التربية البدنية، غالبًا ما نجد طلابًا بمستويات متفاوتة من القدرات البدنية والاهتمامات والدوافع. بينما يتفوق بعض الطلاب في ألعاب معينة، قد يواجه آخرون صعوبة في أداء الحركات الأساسية. يشكل التوفيق بين احتياجات هؤلاء الطلاب ذوي المهارات المتباينة تحديًا يستلزم تخصيص الخطط الدراسية والأنشطة لتناسب كل فرد.”
وأضافت: “تشكل محدودية الموارد مثل المعدات والمرافق والوقت تحديات تتطلب من المعلمين الإبتكار في استغلال الموارد المتاحة بفاعلية. كما أن الحفاظ على تحفيز الطلاب وإشراكهم في الأنشطة يشكّل تحديًا خاصة لأولئك الذين قد لا يميلون نحو النشاط البدني أو لديهم تجارب سلبية سابقة. يجب على معلمي التربية البدنية تطبيق استراتيجيات تعليمية متنوعة، ودمج الأنشطة الممتعة والتفاعلية، وتوفير خيارات متنوعة للطلاب لزيادة دافعيتهم ومشاركتهم.”
تحفز أكاديمية ريناد طلابها على المشاركة في البطولات الرياضية، لدفعهم إلى استكشاف بيئات وتحديات اجتماعية جديدة، وتعزيز قدراتهم على التكيف والمرونة من خلال التنافس ضد أقرانهم من مدارس مختلفة. وقد تمكّن طلاب الأكاديمية من ذوي التوحد، من تحقيق العديد من الإنجازات في مجال الرياضة.
تقول الصّيد: “في أكاديمية ريناد، نحن ملتزمون بتطوير بيئة شاملة تتيح لجميع الطلاب الفرصة للمشاركة والتميز في الرياضة. من أهدافنا رؤية طلابنا من ذوي التوحد يصبحون أبطالاً في الرياضات التي يفضلونها. كما أننا نخطط لتوسيع نطاق الفرص الرياضية المتاحة لهم، وذلك بتقديم رياضات وأنشطة جديدة تلائم اهتماماتهم وقدراتهم الخاصة، وكذلك توسيع مرافقنا بإضافة مزايا مثل حمام سباحة وصالة ألعاب رياضية احترافية. بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الأندية الرياضية والمنظمات المجتمعية لتوفير مجموعة أكبر من التجارب الرياضية.”
وتختتم الصّيد: “أتوقع مستقبلاً واعدًا لبرنامج الرياضة الشاملة في أكاديمية ريناد، مع التركيز على توسيع الفرص للطلاب، ورعاية المواهب، وتمكين طلابنا من ذوي التوحد لتحقيق إمكاناتهم الكاملة في الرياضة.”
لقراءة المقال باللغة الإنجليزية، اضغط هنا.