خريج مؤسسة قطر يطمح إلى جعل قطر أحد أكثر الدول الصديقة للنباتيين في العالم

رغم امتلاكه تسع شركات خلال سبع سنوات فقط، عاد غانم السليطي البالغ من العمر 32 عامًا إلى مقاعد الدراسة لمتابعة ماجستير إدارة الأعمال التنفيذية في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر، فما الذي دفعه إلى ذلك؟

يجيب السليطي: “بصراحة، سألت نفسي هذا السؤال مرارًا: هل هناك حقًا أي شيء يمكن أن أتعلمه في الفصول الدراسية لم يعلمني إياه تأسيس تسع شركات؟” ويتابع: “من منطلق أني مهندس متخصص، أدركت أن الحدس كان له دور هام في بلوغي ما بلغته إلى الآن، لكنني أدركت أيضًا أن التقدم يتطلب أسسًا نظرية متينة لا توفرها سوى دراسة الأعمال أكاديميًا. تجربتي العملية في ريادة الأعمال لا شك لها قيمة عظيمة، لكن ما كنت أطمح إليه هو صقل مهاراتي في التحليل والتخطيط الاستراتيجي المبني على البيانات. أردت أن أنتقل من اتخاذ القرارات بناءً على الحدس إلى تبني منهجية قائمة على الأدلة”.

يؤكد السليطي أن دراسته في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر زودته بأدوات قيّمة لإدارة أعماله بفعالية أكبر، فقد تعلم كيفية تحليل البيانات المالية بطريقة صحيحة، كما اكتسب مهارات جديدة في إدارة وتطوير الأعمال، وهو ما مثّل له نقلة نوعية وعلامة فارقة.

يشرح: “لقد مكنّتني الدراسة في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر من وضع يدي على الثغرات في أعمالي، وهي ثغرات لم أكن أدرك وجودها قبل ذلك. أي أنني كنت أظن أن كل شيء يسير على ما يرام، والدراسة دفعتني لإعادة تقييم استراتيجيات أعمالي. لم يحدث هذا إلا بعد أن تعلمت كيفية طرح الأسئلة الصائبة في مجالات مثل التمويل والمشتريات، فحينها أدركت الحاجة إلى تعزيز بعض جوانب أعمالي التي كان يشوبها الضعف”.

يتحدث السليطي عن الميزة التي جعلته يستفيد من دراسة ماجستير إدارة الأعمال أكثر من بقية زملائه الذين لم يشرعوا بعد برحلاتهم العملية في هذا المجال، ويقول: “أعتقد أن هذه التجربة كانت مفيدة لي جدًا، فميزة أني صاحب أعمال مكنتني من تطبيق ما كنت أتعلمه مباشرة على أرض الواقع”.

يؤكد السليطي أن شبكة العلاقات القوية التي بناها خلال دراسته في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، تعد مكسبًا لا يقدر بثمن، ويوضح: “لم يقتصر الأمر على مساعدتي في التواصل مع رواد الأعمال من جميع أنحاء البلاد فحسب، بل منحني أيضًا شبكة دعم دائمة متمثلة بوجود أساتذة ومختصين أكاديميين يقدمون لي التوجيه والإرشاد والدعم كلما احتجت إلى المساعدة، وهذا بالنسبة لي أمرٌ لا يقدر بثمن”.

مع ذلك، يقرّ السليطي بأن العودة إلى مقاعد الدراسة لم تكن سهلة، ويقول: “لقد كان استثمارًا كبيرًا، سواء من الناحية المالية أو من ناحية الوقت. لكن بالنظر إلى الوراء الآن، أستطيع الجزم بأنني استرددت قيمة الوقت والمال اللذين استثمرتهما في جامعة الدراسات العليا التجارية في قطر حتى قبل تخرّجي”.

شرع السليطي، والذي كان قد تحول إلى نظام غذائي نباتي قبل عقد من الزمان، في مسيرته الريادية بإطلاق أولى مشاريعه، “إيفرغرين أورغانيكس“، منذ سبع سنوات. ومنذ ذلك الحين، شهدت أعماله توسعًا ملحوظًا ليصبح اليوم صاحب تسع شركات رائدة جميعها في مجال الاستدامة.

يعزو السليطي نجاحه إلى قدرته على “رصد احتياجات السوق وعدم التردد في خوض رحلة ريادية جديدة لم يسبقه إليها أحد”.

ويشرح: “عندما بدأت قبل سبع سنوات، لم يكن السوق هنا مدركًا بما يكفي لاحتياجات النباتيين الغذائية، فعددهم كان قليلًا آنذاك وهو ما جعلهم يعانون. لقد كان هذا تحديًا، وفي الوقت عينه إشارة إلى وجود فجوة في السوق. فقررت إيجاد حل يسدّها”.

ويتابع: “أقدمت على المخاطرة برغم شح معرفتي أو انعدامها بإدارة الأعمال وارتفاع احتمالات الفشل. فلم أدرك تمامًا المخاطر المحتملة، وتبيّن لاحقًا أن هذا النقص في الإدراك كان مفيدًا لأنه منحني الثقة للمضي قدمًا”.

وفي معرض حديثه عن القفزة السريعة من بدء مشروعه الأول إلى امتلاك تسعة أعمال في بضع سنوات، يرى السليطي أن الأمر لم يكن اعتباطيًا، لكنه في الوقت نفسه، لم يخطط مسبقًا للبدء بمشروع تجاري جديد كل عام.

وعن هذا يقول: “كان الأمر ببساطة استجابة لاحتياجات السوق. على سبيل المثال، بعد أن أسست (إيفرغرين)، سرعان ما اكتشفت وجود طلب على خدمة مشابهة، لكن بكلفة أقل، لذلك أنشأت (جرين أند جو)”.

يضيف: “على ذات المنوال، كان هناك طلب على الآيس كريم والشوكولاتة والحلويات النباتية، لذلك أطلقت (ميلك). بعد ذلك، مع تركيز العديد من الشركات في البلاد على الاستدامة، كان هناك طلب على التغليف المستدام ولذلك أطلقت شركة متخصصة في صنع أكياس التغليف القابلة للتحلل، وهكذا جرى الأمر”.

ويستطرد: “كنت أهدف إلى سد فجوة سوقية مع كل شركة أطلقها، وبذلك انتهى بي الأمر إلى إنشاء أجزاء من سلسلة التوريد الخاصة بي، حيث تغطي جميع أعمالي احتياجات بعضها بطريقة ما”.

يسعى السليطي مستقبلًا إلى التركيز على أعماله التجارية القائمة والعمل على تعزيزها، فيقول: “هدفي النهائي هو جعل قطر أكثر دولة صديقة للنباتيين في العالم”.

وباعتباره من خريجي مؤسسة قطر دفعة عام 2024، سيشارك السليطي في حفل تكريم خرّيجي مؤسسة قطر يوم الثلاثاء الموافق 7 مايو، والذي يحتفل بخريجي مؤسسات التعليم العالي ضمن منظومة مؤسسة قطر التعليمية. سيبث حفل تكريم خريجي مؤسسة قطر مباشرةً عبر قناة مؤسسة قطر على منصة يوتيوب في تمام الساعة 6:40 مساءً من يوم 7 مايو.

لقراءة المقال باللغة الإنجليزية، اضغط هنا.

ابقوا على إطلاع على آخر الفعاليات والأحداث في قطر مع 974qa.net أو تابعونا على إنستغرام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top