في إطار دعم الشعب الفلسطيني وتعزيز وحدة المجتمع المدرسي، دعت مبادرة طلابية نظمتها إحدى المدارس التابعة لمؤسسة قطر إلى التأكيد على الدور الحيوي الذي يضطلع به العمل الخيري والالتزام بإحداث تغيير إيجابي.
“مهرجان الصقور”، الذي نظمه طلاب أكاديمية قطر – الدوحة، التابعة للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، الذي تميز بمشاركة نشطة لكوكبة من الطلاب والمعلمين والأسر، حمل رسالة ذات حمولة اجتماعية معبِّرة، على اعتبار أنه جرى التبرع بعائداته لجمعية قطر الخيرية، حتى يذهب لدعم القضية الفلسطينية.
في هذا السياق، قالت علياء عبدالله آل ثاني، طالبة تبلغ من العمر 16 عامًا في أكاديمية قطر – الدوحة: “إن الهدف الأساسي من هذا المهرجان هو دعم فلسطين من خلال جمع التبرعات لمساندة أهالينا المتضررين. إن التحديات التي يوجهونها تستأثر بانشغالنا، ومن واجبنا أن نُسهم في جهود مساندتهم”.
وتابعت آل ثاني: “ومن خلال هذه الفعالية، نبعث برسالة قوية مِلؤها التضامن مع الشعب الفلسطيني، مركزين جهودنا بشكل أساسي على جمع التبرعات لتقديم الدعم الضروري، مثل الغذاء والمأوى والمساعدات الطبية”.
وأضافت آل ثاني: “إلى جانب جمع التبرعات، تمثل هدفنا في توحيد مجتمع مدرستنا، من الطلاب والمعلمين والموظفين، لقضاء يوم من المتعة خارج الفصل الدراسي. هذا الجهد لم يقتصر على مدرستنا فحسب، بل امتد ليشمل جميع المدارس داخل مؤسسة قطر، ومنها إلى المجتمع الخارجي الأوسع”.
وأوضحت آل ثاني أن المشروع عزز المهارات التنظيمية لدى الطلاب، حيث تولوا قيادة تنظيمه بدءًا من مراحل التخطيط الأولية، وصولًا إلى تنفيذه على أرض الواقع. وقالت: “لقد منحتنا هذه المسؤولية الفرصة لاكتساب العديد من المهارات، مثل القيادة والعمل الجماعي وإدارة الوقت وحل المشكلات والتواصل الفعّال.”
وتابعت آل ثاني: “هذه التجربة لم تقتصر على كونها مجرد تمرين في التخطيط للفعاليات، بل تجاوزت ذلك لتصبح تجربة تعليمية قيّمة للغاية، مزودةً إيانا بمهارات أساسية ستفيدنا في المستقبل”.
من جانبه، سلط حمد عبدالله النعيمي، طالب يبلغ من العمر 16 عامًا في أكاديمية قطر – الدوحة، الضوء على الهدف من وراء هذه الفعالية، حيث قال: “إن الفعالية تجاوزت في بُعدها مجرد جمع التبرعات، لتطال تعزيز الروابط المجتمعية، وإثراء تطورنا كطلاب، وتحفيزنا على المشاركة الفعالة وتحمل المسؤولية في تجاربنا التعليمية خارج نطاق الفصل الدراسي”.
وأضاف النعيمي: “نسعى لإنشاء بيئة مدرسية تفاعلية يضطلع فيها الجميع، من طلاب ومعلمين وأولياء الأمور، بدور أساسي ومؤثر بشكل كبير. هذا النوع من المشاركة المجتمعية مهم للغاية لنجاحنا المشترك، على اعتبار أنه يعزز من إحساسنا بالمسؤولية والانتماء.”
وأوضح النعيمي أن الانخراط في هذه الأنشطة يفتح الباب أمام فرص تعليمية مهمة، وتسمح بإحداث تأثير إيجابي في المجتمع. وقال بهذا الخصوص: “لم أكتسب فقط رؤى ومهارات تعزز نموي الشخصي، بل أتيحت لي الفرصة أيضًا لرد الجميل وأن أكون عنصرًا فعالًا وبنّاءً في المجتمع”.
أما نورة آل ثاني، طالبة تبلغ من العمر 16 عامًا في أكاديمية قطر – الدوحة، فهي تعتقد أن فعاليات، مثل “مهرجان الصقور” تعزز بشكل كبير شعور الطلاب بالانتماء داخل المجتمع المدرسي. وقالت: “لا تحظى هذه الفعاليات بشعبية فحسب، بل تعمل أيضًا على تقوية الروابط داخل المجتمع المدرسي”.
وتابعت نورة آل ثاني: “من خلال هذه الفعاليات، نهدف إلى تقديم دعمنا للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم. في العام الماضي، تم توجيه جهودنا نحو مساعدة ضحايا الزلزال في تركيا وسوريا، وهذا العام، ركزنا على مساعدة أشقائنا في فلسطين”.
وأضافت نورة آل ثاني: “ما نتعلمه في المدرسة لا ينحصر فقط على التنمية الشخصية والتحصيل التربوي، بل يشمل أيضًا المساهمة في رفاهية مجتمعاتنا المحلية والعالمية”. وتابعت: “تتيح لنا قيادة هذه الفعالية كطلاب ليس فقط تطوير مهاراتنا الخاصة، بل وأيضًا لجمع أفراد مجتمعنا المحلي معًا في لحظات من الراحة والاستمتاع، بعيدًا عن الضغوط الأكاديمية. كما أنها تُمكننا من تقديم دعم ملموس للمجتمع العالمي”.
وأضافت نورة آل ثاني: “بالنسبة لنا كطلاب، كان تنظيم هذا المهرجان تحديًا بالنظر إلى خبرتنا المحدودة. غير أنه بفضل الدعم الذي قدمته مؤسسة قطر وأكاديمية قطر – الدوحة، شعرنا بأن بإمكاننا تحقيق أي شيء. لقد وفروا لنا مساعدة استثنائية، بدءًا من تبني الفكرة، مرورًا بكافة مراحل التخطيط، ووصولًا إلى تحويلها إلى واقع ملموس”.
وقال محمد خالد الزيني، طالب يبلغ من العمر 15 عامًا في أكاديمية قطر – الدوحة: “رؤية النتائج الفعلية لجهودنا يُعتبر أمرًا مجزيًا بشكل كبير بالنسبة لنا كطلاب. يظهر ذلك بوضوح كيف أن كل الجهد الذي بذلناه والوقت الذي استثمرناه له معنى حقيقي ويحدث تأثيرًا إيجابيًا في العالم الواقعي”.
وأضاف الزيني: “نسعى إلى إشراك كل طالب في مجتمع مدرستنا، مما يجعل تجربتنا التعليمية أكثر إثراء ومتعة للجميع. إن الهدف لا يتعلق بتحقيق النجاح الأكاديمي فحسب، بل يشمل أيضًا الانخراط في أنشطة تمكننا من الشعور بالاتصال بمجتمعنا ومشاركة صوتنا فيما يجري حولنا”.
وتابع الزيني: “الغاية من كل ما نقوم به تكمن أيضًا في أن نكون على أُهبة الاستعداد لمواجهة التحديات الكبيرة التي قد تطرأ على الصعيد العالمي، والتي ينبغي أن نكون على يقين بأننا قادرون على إحداث تغيير ملموس في مجتمعنا بشأنها.”
لقراءة المقال باللغة الإنجليزية، اضغط هنا.