تربية طفل مصاب بالتوحد تضع الوالدين في محنة تجعلهم أمام مهمة ليست بالهينة، غير أنهما بالتوجيه والإرشادات المناسبة يستطيعان تنشئة أطفال ينعمون بالاستقلال وتعزيز مهاراتهم الاجتماعية وقدرتهم على التواصل مع الآخرين.
تولي مكتبة قطر الوطنية، بصفتها إحدى المؤسسات الثقافية والمعرفية الرائدة في قطر والمنطقة، أولوية قصوى لتوفير بيئة تعليمية شاملة في قطر، التي يوجد فيها طفل مصاب بالتوحد من بين كل 87 طفلًا. ومنذ افتتاحها، نظمت المكتبة العديد من الفعاليات وأطلقت العديد من الخدمات والمرافق لإذكاء الوعي المجتمعي بطيف التوحد ودعم الآباء في مهمتهم التربوية النبيلة عبر تزويدهم بالمعرفة والأدوات اللازمة لتعزيز النمو المعرفي والاجتماعي لأطفالهم المصابين بالتوحد.
-
الغرفة الحسية
الغرفة الحسية من أبرز الأقسام الجديدة في المكتبة، وهي مُصممة خصيصًا لمساعدة الأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم أو إعاقات في النمو أو إعاقات حسية على تدريب حواسهم وتحفيزها في بيئة تجمع بين التشجيع والتحفيز. وتضم الغرفة مجموعة من المحفزات، منها الأجهزة والألعاب الحسية، لإنتاج مؤثرات بصرية تجذب انتباه الأطفال.
-
مجموعة كتب التوحد
تقدم مجموعة الكتب المطبوعة التي توفرها المكتبة عن التوحد معلومات شاملة تساعد على فهم تعقيدات هذه الحالة وأبعادها وتقدم لأولياء الأمور والمتخصصين دليلًا إرشاديًا حول استراتيجيات عملية للعلاج. وتزخر المجموعة بالعديد من الكتب من تأليف شخصيات شهيرة مصابة بالتوحد أو عنهم، وتحتوي على معلومات غزيرة ووافية حول التوحد، وتحفز المصابين بالتوحد ووالديهم لتحقيق النجاح عبر تسليط الضوء على ما حققته شخصيات بارزة وشهيرة من إنجازات رغم إصابتها بهذه الحالة. وأعدت المكتبة أيضًا حقائب معرفية تمكينية لتسهيل اطلاع الأطفال على الكتب والمواد الحسية وتعزيز استمتاعهم بها.
-
المصادر الإلكترونية
بجانب الكتب المطبوعة، تقدم المكتبة لأعضائها إمكانية الاطلاع على مجموعة واسعة من الكتب والمصادر الإلكترونية واستخدام تطبيق المكتبة للأجهزة الذكية بما يلبي الاحتياجات المعرفية للمصابين بالتوحد والقائمين على رعايتهم.
-
مركز التكنولوجيا المساعدة
يقدم مركز التكنولوجيا المساعدة بالمكتبة برامج تدريبية وعروض توضح للأفراد المصابين بالتوحد وذوي الاحتياجات الخاصة والمنظمات المعنية القائمة على رعايتهم كيفية الاستفادة المثلى من التكنولوجيا المساعدة لخدمة هذه الشريحة من الأطفال وكذلك استخدام التقنيات والأجهزة المساعدة المتوفرة في المكتبة.
-
دعم أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد
تعاونت مكتبة قطر الوطنية مع مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة، ومدرسة الهداية الحكومية لذوي الاحتياجات الخاصة، وأكاديمية العوسج، ومركز تطوير الطفل في مستشفى الرميلة، ومركز التعلّم بمؤسسة قطر، من أجل تقديم سلسلة من المحاضرات بهدف دعم أولياء أمور الأطفال المصابين بالتوحد. تناولت المحاضرات التي عُقِدت خلال السنوات الماضية عددًا كبيرًا من الموضوعات، منها نصائح حول استخدام الأنشطة التي تنمي الحواس في المنزل، واستخدام الصور للتواصل، وفهم التوحد والتأخر في النمو، واستكشاف سبل العلاج الوظيفي للأطفال المصابين بالتوحد.
-
فعاليات تعليمية وإرشادية حول حالة التوحد
توفر المكتبة مساحة آمنة للمصابين بالتوحد والقائمين على رعايتهم، وتنظم الفعاليات والورش والمحاضرات التي تعزز وعيهم بالتوحد وتلبية احتياجات المجتمع، ومنها ورش عمل ولقاءات ومحاضرات وفعاليات تتراوح بين تطبيق الأنشطة التي تنمي الحواس في المنزل وفن سرد القصص للأطفال الذين لديهم صعوبات في التعلم.
ومن الموضوعات التي تناولتها هذه الفعاليات “اليوم العالمي للتوحد: فرص الإدماج الاجتماعي في المكتبات”، و”كيف ننشر الوعي حول طيف التوحد؟”، و”تطبيقات التكنولوجيا المساعدة للأطفال غير الناطقين المصابين بالتوحد”، و”دعم أطفال التوحد باستخدام الوسائل البصرية”، و”ورشة حول التطبيقات المفيدة لعائلات أطفال التوحد”.
-
برامج التطوع
تتعاون المكتبة مع أكاديمية العوسج ومركز تنمية الطفل لذوي الاحتياجات الخاصة لتحسين خدماتها الموجهة لهذه الفئة باستمرار، ومن ذلك إتاحة الفرصة لطلاب المدارس التي تخدم هذه الفئة للتطوع واكتساب الخبرة العملية ضمن برنامج التطوع والمسؤولية الاجتماعية للمكتبة.
-
تدريب الموظفين
تعاونت المكتبة مع أكاديمية “ريناد” لمساعدة الأطفال ذوي التوحد، التابعة لمؤسسة قطر، لتدريب موظفي المكتبة والحصول على شهادة اعتماد بصفتها مؤسسة صديقة للأشخاص المصابين بالتوحد. وفي إطار هذه الشراكة، نظمت المكتبة فعالية اجتماعية مكّنت طلاب من أكاديمية “ريناد” من المشاركة في أنشطة حسية أثناء الزيارات الأسبوعية إلى الغرفة الحسية بالمكتبة على مدى عامين دراسيين.
لقراءة المقال باللغة الإنجليزية، اضغط هنا.