عندما يتعلق الأمر برياضة المحركات، لا يوجد شيء يضاهي سباقات الفورمولا 1 من حيث التألق والحركة والإثارة. ولهذا السبب، ليس من قبيل المفاجأة أن يكون هناك جيل جديد من عشاق رياضة المحركات القطريين الذين يحلمون بأن يصبحوا من أبطال سباقات الفورمولا 1 في المستقبل، بعد مشاهدتهم لأبرز السائقين في العالم وهم يتنافسون على حلبة لوسيل الدولية في عام 2023.
وهذا حال أربعة سائقين شباب من أكاديمية قطر للرياضات الميكانيكية، بات حلمهم أقرب إلى الواقع في شهر مارس 2024 بعد مشاركتهم في منافسات الجولة الثالثة من بطولة السعودية للفورمولا 4 التي أقيمت على حلبة لوسيل الدولية في تجربة جديدة ومثيرة أتاحتها لهم الأكاديمية.
وبعد اكتسابهم لمهارات عالية في سباقات الكارتينج بفضل البرامج التأهيلية المكثفة التي تلقوها في الأكاديمية، تمكن الرباعي الموهوب خالد المفتاح، البالغ من العمر 20 عامًا؛ وبدر السليطي، 16 عامًا؛ وطه حسيبة، البالغ من العمر 15 عامًا؛ وأخوه الأصغر تميم، 14 عامًا، من اختبار مهاراتهم على حلبة لوسيل الدولية خلال مشاركتهم في هذه الجولة من البطولة التي ينظمها الاتحاد الدولي للسيارات، ضمن برنامج مخصص للسائقين المبتدئين الذين شاركوا على متن سيارات تبلغ سعة محركها 1600 سم مكعب وتتمتع بقوة تصل إلى 160 حصانًا.
وتهدف أكاديمية قطر لرياضة المحركات، الكائنة في حلبة لوسيل الدولية المتطورة منذ عام 2018، إلى تطوير المواهب الشابة، وتزويد السائقين بمركز يمكنهم من خلاله البدء في الارتقاء إلى القمة في مجال رياضة المحركات.
ويتحدث خالد، الذي يعتبر فرناندو ألونسو سائق أستون مارتن وبطل العالم في سباق الفورمولا 1 مرتين مثله الأعلى، عن تجربته فيقول: “إن أفضل شعور يمكن أن يجربة السائق على الإطلاق المشاركة في سباق تجريبي يقام على مضمار متطور مثل حلبة لوسيل الدولية! ومن المهم حقًا لمستقبل رياضة المحركات أن يتمكن الشباب من التعلم في أكاديمية قطر للرياضات الميكانيكية وأن تتاح لهم الفرصة للاستفادة من مرافقها العالمية”.
وفي الوقت نفسه، يضيف بدر، الذي انضم إلى الأكاديمية في سن الرابعة عشرة، وبدأ مسيرته الرياضية بالمشاركة في سلسلة منافسات BNL Rotax وIAME للكارتينج: “مثَّلت قيادة سيارة الفورمولا 4 لأول مرة في حلبة عالمية المستوى تجربة مذهلة. وتحتوي حلبة لوسيل الدولية على عدة منعطفات عالية السرعة تتيح لك معرفة حدود إمكانيات السيارة وتعزيز مهاراتك وقدراتك.”
ووصف تميم، الذي انضم إلى الأكاديمية في عام 2022 وشارك في سباقات الكارتينج مستوحيًا الإلهام من والده، سباق الفورمولا 4 بأنه التجربة الأكثر روعة على الإطلاق، وعبر عن تطلعه للمشاركة مجددًا في سباقات الفورمولا 4.
وفيما يتعلق بمستقبل رياضة المحركات في الشرق الأوسط، يدرك الأربعة أهمية وجود مركز للتميز في قطر. ويضيف بدر قائلاً: “من الضروري رعاية المواهب الشابة لأن هؤلاء السائقين سيكونون نجوم الغد؛ حيث أنهم بحاجة إلى الدعم لتطوير مهاراتهم وخبراتهم في السباقات الدولية.”
ويتفق طه، الذي انضم إلى الأكاديمية في سن 13 عامًا، في الرأي مع بدر، حيث شدد على أن الأكاديمية هي العامل الأساسي “لتنمية مجتمع رياضة المحركات”، مضيفًا بأن تجربته الخاصة دفعته إلى التعامل مع هذه الرياضة بشكل أكثر جدية”.
وينصح طه أي شخص يرغب في ممارسة رياضة السيارات بأن “يحافظ على لياقته البدنية وأن يتبع نظامًا غذائيًا صحيًا مع الالتزام بتدريباته وتناول الغذاء الصحي. واتفق أخوه تميم معه في الرأي، وأضاف بأن السائقين الشباب “يتعين عليهم الحفاظ على تركيزهم وألا يستسلموا أبدًا!”
وفي الوقت نفسه، يضيف بدر، الذي يتطلع إلى المشاركة في سباقات الفورمولا 1، بأن المبتدئين بحاجة إلى “التحلي بالصبر والاحترام تجاه الفرق والسائقين الآخرين، وكذلك التأكد من تمتعهم بالاحترافية والروح الرياضية إذا ما أرادوا اكتساب الاحترام داخل مجتمع رياضة المحركات”. وقال: “يُعدُ ذلك طريقة رائعة لتعلم وتطوير مهارات جديدة قد تؤدي في النهاية إلى المشاركة في السباقات على المستوى الدولي لتمثيل بلدك”.
وفيما يتعلق بمكانة قطر على الساحة العالمية لرياضة المحركات، يدرك بدر أيضًا أهمية استضافة الفعاليات الدولية على غرار سباقات الفورمولا 1 والموتو جي بي، حيث قال: “تساهم استضافة الفعاليات الدولية بشكل كبير في تعزيز مكانة الرياضة هنا في قطر وعلى المستوى الدولي ويساعد هذا النوع من الفعاليات على استقطاب المزيد من المشجعين.”
ومع استمرار دعم دولة قطر لرياضة المحركات، ورعاية الأكاديمية للمواهب الرائعة لهؤلاء الرياضيين الشباب الملتزمين، فقد يشاهد المشجعون قريبًا ارتقاء سائق قطري للمشاركة في السباقات العالمية.
لقراءة المقال باللغة الإنجليزية، اضغط هنا.