To read this article in English, press here
أعلنت حلبة لوسيل الدولية عن حصولها على النجوم الثلاث في برنامج الاعتماد البيئي للاتحاد الدولي للسيارات (FIA)، وهو أعلى مستوى للجوائز لتقدير الأداء البيئي للحلبات.
تتميّز حلبة لوسيل الدولية بكونها الحلبة الوحيدة في العالم التي تستضيف بطولات الفورمولا 1®، والموتو جي بي™، وبطولة العالم لسباقات التحمّل، وتحمل في الوقت ذاته تصنيف النجوم الثلاث ضمن برنامج الاعتماد البيئي للاتحاد الدولي للسيارات (FIA).
وفي إطار سعيها لتحقيق هذا الإنجاز، أولت النسخة الرابعة من سباق جائزة قطر الكبرى للخطوط الجوية القطرية للفورمولا 1® تركيزًا واضحًا على الاستدامة، وتسهيل الوصول، والمشاركة المجتمعية، حيث استعرضت الحلبة التزامها بحماية البيئة، ورفاهية الجماهير، ودعم النمو الاقتصادي المحلي، من خلال مبادرات مؤثرة ونتائج قابلة للقياس. وتنسجم هذه الجهود مع رؤية قطر الوطنية 2030 وأهداف الاستدامة العالمية للفورمولا 1®. وقد حظي هذا الالتزام بتقدير إضافي من خلال منح حلبة لوسيل الدولية شهادة من مؤسسة «إرثنا»، تقديرًا لدعمها وشراكتها في النسخة العاشرة من أسبوع قطر للاستدامة 2025.
بدأت الاستعدادات قبل أشهر عبر جولة #قطر_جي_بي التعليمية، التي أتاحت لأكثر من 1000 طالب من المدارس والجامعات في قطر الاطلاع على آليات عمل رياضة المحركات. كما شارك فريق الحلبة في فعالية لزراعة أشجار المانجروف في منطقة الذخيرة دعمًا للنظام البيئي الساحلي في قطر، فيما أسهمت الشراكات مع مؤسسات مثل جامعة الدوحة للعلوم والتكنولوجيا في توفير فرص تدريب عملية في أقسام تشغيلية متعددة. وإلى جانب الطلاب، واصلت الحلبة إشراك عشّاق رياضة المحركات والصحة عبر فعاليات “يوم النشاط الرياضي للجميع” التي بلغ متوسط المشاركين فيها أكثر من 300 شخص لتعزيز الصحة والمشاركة المجتمعية.
واصلت حلبة لوسيل الدولية تعزيز الاستدامة البيئية عبر دمج عناصر تصميم صديقة للبيئة، بما في ذلك 2,500 شجرة محلية، و30,000 نبتة وشجيرة مقاومة للجفاف، و20,000 متر مربع من الغطاء النباتي الأرضي، و10,000 متر مربع من الغطاء النباتي على الأسطح. كما تستمر زيادة الرقعة الخضراء، ومن المتوقع أن تتضاعف المساحة الكليَّة بحلول عام 2027. كما جرى تركيب أنظمة مراقبة متعددة المعايير تعمل في الوقت الفعلي في مختلف أنحاء الحلبة لرصد جودة الهواء ومستويات الضوضاء والظروف المناخية، وتحليل البيانات واتخاذ قرارات مدروسة لتحسين الأداء.
وظلت أنظمة الطاقة المتجددة عنصرًا محوريًا، من خلال منظومة طاقة شمسية بقدرة 1.23 ميجاوات مركبة على الأسطح، تنتج نحو 3 ملايين كيلووات ساعي سنويًا، إلى جانب إنارة تعمل بالطاقة الشمسية للممرات ومواقف السيارات، ومولدات هجينة لتشغيل الفعاليات. كما اعتمدت الحلبة بشكل أساسي على أسطول من المركبات الكهربائية شمل عربات التنقل، وحافلات الجماهير، والمركبات التشغيلية، وشاحنات النفايات، والرافعات الشوكية، مدعومًا بأربع محطات شحن كهربائي. بالإضافة إلى ذلك، كانت 100% من الحافلات العاملة بين محطة المترو والحلبة كهربائية. وأسهمت الإضاءة الموفّرة للطاقة بتقنية LED والجدار الرقمي المعتمد على شاشات LED في خفض البصمة الكربونية بشكل إضافي.
شهدت أيام السباق تركيزًا بارزًا على الشمولية وإتاحة الوصول، حيث قدّمت غرفة المساعدة الحسّية في منطقة المشجعين مساحة هادئة للمشجعين الذين يعانون من صعوبات الإدراك الحسي . كما تمّ تجهيز غرفة حسية في منطقة التعليق لتوفّر بيئة هادئة وآمنة مزودة بموارد حسية ومنصة مشاهدة مخصصة، ما أتاح للطلاب فرصة متابعة الحدث ومشاهدة مضمار السباق عن قرب بطريقة غير مسبوقة. بالإضافة إلى ذلك، انطلقت جولة خاصة في مسار الصيانة لنحو 25 طالبًا من ذوي الاحتياجات التعليمية الإضافية لاستكشاف مرائب الفرق.
وتضمنَّت الخدمات العملية محطات مياه مجانية تقدّم عبوات rPET 100%، مساعدة حركية عبر كراسٍ متحركة، وكريمات واقية من الشمس في نقاط الاستعلامات، ومناطق مظللة ومساحات عائلية مخصصة للراحة.
شارك هذا العام 665 متطوعًا من 107 جنسيّات (66% رجال و34% نساء) في العمليات التشغيلية. كما لعب فريق المتطوعين البيئيين دورًا فعالًا في تعزيز الوعي بالاستدامة عبر ألعاب “اختر السلة الصحيحة”، ومسابقات التدوير، وأنشطة توعوية متنوعة تحت شعار: «كن نظيفًا، وحافظ على بيئتك، والاستدامة مع لوسيل!». وقد لاقت صدى إيجابيًا لدى الحضور عبر تفاعل ممتع ومباشر.
وفي مجال التنقل، ساهمت الحافلات الكهربائية المجانية والمترو المخصص لحاملي التذاكر والموظفين والمتطوعين والمتدربين في تسجيل 62,000 رحلة خلال ثلاثة أيام، ما يعكس ازدياد الإقبال على النقل منخفض الانبعاثات.
نفذت الحلبة إجراءات متقدمة لإدارة النفايات بهدف تقليل الأثر البيئي من المصدر، شملت رقمنة 90% من التذاكر، ما أسهم في توفير 2.5 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وإعادة تدوير اللافتات وتحويلها إلى حقائب، وتحويل بقايا الطعام إلى سماد عبر “بيو بينز”، وتوفير خيار استخدام ورق مُعاد تدويره 100%، ومنع كامل للمواد البلاستيكية أحادية الاستخدام، بالإضافة إلى تصميم مقاعد منطقة المشجعين من منصات خشبية ومواد معاد استخدامها.
ساهمت 7 ساحات فرز نفايات مدعومة بلوحة بيانات لمراقبة الأداء في تحقيق معدل فرز بلغ 86.6%. تم تحقيق انخفاض بنسبة 95٪ في هدر الطعام الفائض مقارنة بالعام الماضي من خلال تحسين التخطيط وإدارة فائض الطعام بشكل أكثر فعالية في الفعاليات، كما تمّ التبرع بـ 400 كيلوجرام من المواد غير القابلة للتلف إلى الأسر المحتاجة عبر مبادرة «وَهَب».
ساهمت محطات إعادة التدوير المصنوعة من الخشب المعاد استخدامه، وأنشطة الأطفال وورش الفن باستخدام الزجاجات، في تحفيز الجمهور على المشاركة وتعزيز ثقافة إعادة الاستخدام. كما جرى تكريم المشاركين في جمع النفايات وفرزها بهدايا وملصقات وشارات، فيما استمتع الأطفال بألعاب تدوير تفاعلية ومسابقات “دوِّر العجلة” التعليمية حول الاستدامة.
ومن خلال هذه الإجراءات، نجحت حلبة لوسيل الدولية في تقليل أثرها البيئي وتعزيز تجربة الجمهور في آن واحد. وتشير البيانات بعد الحدث إلى ارتفاع ملحوظ في إقبال الجماهير على استخدام وسائل النقل العام، بنسبة تصل إلى 15٪ مقارنة بالعام الماضي، إلى جانب تحسّن معدلات تحويل النفايات، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وتحقيق انخفاض في الانبعاثات الكربونية الناتجة. وأسهمت هذه التحسينات مجتمعة في تحقيق انخفاض ملموس في البصمة الكربونية للفرد خلال الحدث. وتواصل الحلبة البناء على إنجازات عام 2024، لترسّخ مكانتها كإحدى أبرز الوجهات العالمية الرائدة في دمج الاستدامة ضمن منظومة رياضة المحركات.




